الكثير الأحيان، تلعب الصدفة، دورًا كبيرًا تغيير حياة لاعبي كرة القدم، وتحديد مستقبلهم، وهو تجسد أحد أساطير الكرة السعودية. سلسلة يقدمها كووورة أسبوعيا، أبرز القصص التي تعيشها الرياضة السعودية.. ونستعر
في الكثير من الأحيان، تلعب الصدفة، دورًا كبيرًا في تغيير حياة لاعبي كرة القدم، وتحديد مستقبلهم، وهو ما تجسد في أحد أساطير الكرة السعودية."قصة سعودية".. سلسلة يقدمها كووورة أسبوعيا، عن أبرز القصص التي تعيشها الرياضة السعودية.. ونستعرض في هذه القصة، حكاية ثعلب الكرة السعودية أمين دابو.وعُرف أمين دابو بتميزه داخل المستطيل الأخضر، بإتقانه اللعب في جميع المراكز، وأهدافه الماكرة، وهو ما جعل الجماهير تطلق عليه اسم "الثعلب"، وبرز خلال فترة السبعينات والثمانينات، واعتزل اللعبة بعد مسيرة طويلة مع الإسماعيلي وأهلي جدة، في 1984.وُلد دابو لأب سنغالي وأم مصرية في حي شبرا بالقاهرة عام 1951، وبدأ مسيرته الكروية في الحارة، ثم التحق بصفوف الإسماعيلي أوائل سبعينات القرن الميلادي.وبدأ مشواره مع الفريق الأول في موسم 1972، وكان ضمن أفراد الإسماعيلي، عندما زار الرياض عام 1973، وخاض خلالها عدة لقاءات ودية مع أندية الهلال والشباب والنصر واليمامة ومنتخب أندية الوسطى.أمر رئاسي ينقله لأهلي جدةسرد دابو، رحلة انتقاله إلى أهلي جدة في 1976، خاصة بعدما تلقى مجموعة عروض من أندية خليجية خلال فترة تواجده مع الإسماعيلي، وكان أبرزها من رأس الخيمة الإماراتي، وهو أول عرض تلقاه حينها، ثم العربي القطري، لكن المدرب طومسون كان يرفض بشدة رحيله عن الدراويش.وقال دابو إن قصة انتقاله إلى الأهلي كانت طويلة بسبب خلافات مع الإسماعيلي، الذي كان متمسكا باستمراره مع الفريق حينها، مشيرا إلى أنه نجح في السفر إلى السعودية بصفته لاعب أجنبي.ويوضح "الثعلب" أن الأمير السعودي الراحل عبد الله الفيصل، جاء إلى مصر لحضور مناسبة زواج ابنة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، على نجل عثمان أحمد عثمان رئيس الإسماعيلي حينها.ويكشف دابو أن الفيصل طلب من السادات، المساعدة والتدخل لضم أمين دابو إلى الأهلي السعودي، ووافق وتحدث مع مسئولي الإسماعيلي، لينتقل بعدها اللاعب إلى السعودية.رحلة الملاعب السعوديةذهب دابو إلى أهلي جدة، وكان مدربه آنذاك البرازيلي ديدي، ليبدأ فصلا جديدا من الإبداع في الملاعب السعودية، وقد أطلقت عليه الجماهير، اسم "الثعلب الأهلاوي".وحصل أمين دابو على الجنسية السعودية، ومثّل الأخضر في أكثر من مناسبة، وخاض معه قرابة 12 مباراة، وكان من نجوم التصفيات الآسيوية لكأس العالم 1982.وتصدر المنتخب السعودي، التصفيات حينها، بعد فوزه في المباراة الأخيرة على العراق، بهدف سجله دابو بكعب القدم، في مرمى الحارس الكبير رعد حمودي.وكانت المجموعة تضم إلى جانب العراق والسعودية، قطر والبحرين، وكان المنتخب السعودي تحت إشراف المدرب البرازيلي مانيلي.كما كتب دابو، تاريخا مميزا مع أهلي جدة بحصد 8 بطولات خالدة، بعدما توج ببطولة الملك 4 مرات، وبطولة الدوري مرتين، وبطولة كأس المضيف، وبطولة كأس دول مجلس التعاون السعودي.وبعدما أمضى دابو، مشوارا طويلا في الملاعب، اعتزل كرة القدم في 1984، خلال مباراة شارك فيها فينورد الهولندي بحضور أسطورته آنذاك يوهان كرويف.ولعل عشق دابو للمستطيل الأخضر، جعله لا يترك الملعب، واتجه إلى ميدان تدريب الفئات السنية لمدة 15 عاما، بجانب عمله في التحليل الرياضي، إلى أن تدهورت حالته الصحية وابتعد عن الوسط الرياضي، حتى وفاته في ديسمبر/كانون أول 2020.