مساء الأنوار يا كابتن مدحت: هكذا تتخطى "الهالّا هالّا" حدود الزمان والمكان! |

2024-12-27 02:58:30

أتلتيكو مدريد ضد خيتافي

موقف لا ينسى مع "الجنرال"shalaby-metrovic-ronaldo@goalأحمد مجدي

مساء الأنوار يا كابتن مدحت: هكذا تتخطى "الهالّا هالّا" حدود الزمان والمكان!

فقرات ومقالاتدوري روشن السعوديالهلالالنصرمصر

موقف لا ينسى مع "الجنرال"

مساء الأنوار يا كابتن مدحت: هكذا تتخطى "الهالّا هالّا" حدود الزمان والمكان! |

رغم امتلاك المشاهير في كل المجالات العديد من الفرص للتعبير عن إمكانياتهم المختلفة في الألوان التي يتقنونها، إلا أنهم محرومون في الكثير من الأحيان من التعبير عن ذواتهم ومكنونات شخصياتهم.

مساء الأنوار يا كابتن مدحت: هكذا تتخطى "الهالّا هالّا" حدود الزمان والمكان! |

لذلك، فأي إنسان مشهور مهما كان كتابًا مفتوحًا لنا كمتابعين، يظل مجهولًا بمعيار الشخصية والسلوكيات ودواخل النفوس، فيكون الاقتراب من هؤلاء بعض الشيء مدعاة لاكتشاف جوانب لم تكن تتوقع وجودها في شخصياتهم.

لقد حدث هذا بالضبط مع المعلق الرياضي الأشهر في مصر وأحد عمالقة الوطن العربي التاريخيين، ورائد مدرسته الخاصة، الكابتن مدحت شلبي، والذي جمعني به موقف أخبرني بوضوح عما يحمله هذا الرجل من قلب يسع الدنيا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

البداية كانت منمقال كتبته هنا على صفحات "جول"تحدثت به عن وجهات نظر تخص الأداء التعليقي لشلبي منذ انضمامه إلى دوري روشن السعودي معلقًا، وهو الذي لا ينبغي أن يخضع للتقييم بالأساس، بل كان الأمر لا يعدو الغيرة على إرث حقيقي لنا كعرب عمومًا ومصريين على وجه الخصوص لا نحتمل فيه تعليقًا بخلاف الإشادة.

مدحت شلبي "الكبير" كما عرفته!

وفي زوايا النقد التي تناولتها في مقالي، لم أخبئ أبدًا عشقي لتعليق شلبي على مباريات الدوري المصري منذ الطفولة، وارتباطي -شأني شأن كل متابعي كرة القدم في مصر- بلحظات خالدة أطرها هو بصوته وظلت من علامات الكرة المصرية البارزة حتى وقتنا هذا.

قلت إن حنجرة شلبي كالجوهرة التي لا تفقد البريق، وكان نقدي الوحيد أن "تمصير الحالة السعودية" قد لا يلقى القبول عند كل أحد.

في اليوم التالي لنشر المقال، أتتني مكالمة كريمة من أحد الصحفيين الكبار المقربين لشلبي، حاول أن يستعلم عن وجهة تظري في المقال الذي رآه "قاسيًا" بعض الشيء، وبمنتهى الود أخبرني أن الكابتن يريد الحديث معي بشكل شخصي.

لا أخفيكم سرًا، أنني ظننت ومن واقع تجربتي في المجال، أن الكابتن سيطلب مني تعديل ما كتبت أو حتى مسحه، تجارب النقد التي مررت بها في الوسط الكروي المصري مليئة بهذا النوع من التكميم، بل إن بعض من يصغرون الكابتن مدحت شلبي سنًا ومقامًا أرسلوا لنا لجانهم الإلكترونية خصيصًا من أجل التهديد والوعيد، وفي أقل الأحوال الإهانة بكافة أشكالها.

إلا أن "الجنرال" ذا المقام العالي كان رد فعله على النقد راقيًا رقيه على الشاشة وفي آذان المستمعين، بالفعل جمعتنا مكالمة هاتفية بدأها مازحًا بـ: "يا مساء الأنوار يا أحمد!".. جملته الأثيرة التي ارتبطت بآذان المستمعين، والتي افتتحت بها عنوان مقالي الذي رغم أنه لم يرق شلبي، إلا أنه أصر على الإشادة بمستواه قبل كل شيء.

تحدث بمنتهى الاحترام عن الصحافة، عن "جول"، عن تقبله للنقد، لكنه ناقشني في عدد من النقاط التي اشتملها المقال وبرر ذلك بأنه "يهمه توضيح الأمر لي فقط!" لأن المستوى الصحفي ومكانة الموقع لديه تفرض ذلك.

هكذا يُنقد النقد

أنا صحفي منذ 2015، وأحسب أنني مررت بالعديد من المواقف مع مشاهير كرة القدم بسبب نقدي لبعضهم، ودون أي مبالغة هذه هي المرة الأولى التي أسمع بها هذا المنطق في الإجابة على النقد، هذا يشعرك بأهمية الصحافة، أهمية النقد لدى الناقد ومحل النقد، وشلبي ممن علموا الدنيا أصول هذه المهنة وأوائل من امتهنوها وظهروا على الشاشات يتغنون بكرة القدم، وكان من المتوقع أن يصدر رد فعل محترمًا لأنه كما أسلفت غير خاضع لتقييم من هو أصغر منه سنًا ومقامًا إن كان الامر قد وصل إليه على منحى التقييم، لكن صيغة "أريد أن أوضح الأمر لك أنت" تلك.. قد أسرتني وأوقعتني في حب الكابتن أكثر من أي شيء آخر.

بمنتهى رحابة الصدر قبل مقاطعاتي وتوضيحات وجهة نظري، وبمنتهى العلوّ استمع إلي ولم يقاطعني أبدًا، وأصر على تبيين احترامه لكل وجهات النظر الأخرى، لكن ما أراد إيضاحه أن كثيرًا مما يخرج على وسائل التواصل الاجتماعي لا مردود له على الأرض، وإلا لما اختير لأفضل مباريات الدوري السعودي في كل أسبوع، ولما كان معلقًا على ديربي الرياض بالأمس فحسب!.

انتهت المكالمة ثم هاتفني مجددًا لتدور بيننا نقاشات أخرى، انتهت برسائل ودودة على "واتساب" كان فيها كبيرًا كعادته، قبل الإشادة ومنحها أيضًا بمنتهى التواضع والود.

أيًا كانت وجهة نظرك في مدحت شلبي وتعليقه، إن كنت مثلي ممن تراه واحدًا من أفضل المعلقين في التاريخ العربي ورائد مدرسته الخاصة ونسيج وحده، أو إن كانت لديك بعض المؤاخذات على بعض الهنات التي تصدر عن البشر وكل بني آدم خطّاء، وأيًا كانت وجهة نظرك في الموقف الذي قصصته عليك الآن عما حدث بيني وبين الكابتن مدحت، فلن تعرف حقًا ما الذي يعنيه احترام مهنة الصحافة وأولويات النقد إن لم تمر بمواقف كتلك، ولن تستطيع تقييم احترام إعلامي لمهنته من عدمه إن لم تختبره في مواقف الغضب وعدم الارتياح لمحتوى يتناوله نفسه، ولذلك فقد علا مدحت شلبي في عيني علوًا فوق علوه القديم ولا مبالغة.

والحق أنني رأيت نفسي وقد تغيرت قناعتي بعض الشيء حيال "تمصير الحالة السعودية" في بعض لقطات شلبي، إلى أن المسؤولين عن الكرة السعودية قد جلبوا شلبي أصلًا لهذا الغرض، ولفرض التنوع بكل أشكاله على تجربة المشاهدة، كما فرضوا التنوع في الفنيات سواء باستقدام اللاعبين او المدربين من شتى أنحاء العالم.

والحق أنني ضحكت نفس الضحكات التي يمتعنا بها شلبي حين سمعت "الإفيه" الذي قاله عن لقطة سالم الدوسري وألكسندر متروفيتش، حين قال: "سالم شاور له على الشمال قاله ماشي على خط واحد.. ما هو مترو!".. التفاتات شلبي شريطة أن تكون في قلب المباراة لا خارجها تستطيع أن تكسر الحدود، وتثبت أن "الهالا هالا" قد تجد ضالتها في كل زمان ومكان!.

إعلان

سياسة الخصوصية   ©الرؤية الإخبارية