كأس الخليج.. قرار نادر بإقصاء بطل العالم يكتب تاريخ السعودية

2024-12-27 14:03:30

soumya sarkar

شهدت بطولة كأس الخليج العربي السابعة، التي أقيمت عمان عام 1984، حدثًا سعوديًا نادرًا، إلا أنه كان بوابة نجاحات تاريخية للأخضر. ويستعد منتخب السعودية لخوض غمار بطولة الكويت، التي تنطلق يوم ديسمبر/كان

شهدت بطولة كأس الخليج العربي السابعة، التي أقيمت في عمان عام 1984، حدثًا سعوديًا نادرًا، إلا أنه كان بوابة نجاحات تاريخية للأخضر.ويستعد منتخب السعودية لخوض غمار بطولة "خليجي 26" في الكويت، التي تنطلق يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث يتواجد في مجموعة واحدة رفقة منتخبات البحرين واليمن والعراق.ومن بين أكثر القصص التاريخية إثارة في بطولة كأس الخليج العربي ما حدث في تلك النسخة مع المدرب البرازيلي الراحل ماريو زاجالو، الذي كان أول من يتوج بكأس العالم لاعبًا ومدربًا.مدرب تاريخي وانطلاقة محبطةتولى زاجالو تدريب المنتخب السعودي في يناير/ كانون الثاني 1982، أي قبل "خليجي 7" بعامين، وبنت الجماهير الخضراء آمالا كبيرة على المدرب البرازيلي، كونه حقق نجاحات سابقة.وقبل تدريب الأخضر، حقق زاجالو ألقابًا عدة، على رأسها كأس العالم 1970 مع منتخب البرازيل، وكأس الخليج عام 1976 مع المنتخب الكويتي، فضلًا عن لقب الدوري السعودي مع الهلال عام 1979.لكن المنتخب السعودي لم يحقق النتائج المأمولة مع انطلاقة خليجي 7، حيث خسر مرتين في المباريات الثلاث الأولى، علمًا بأن البطولة كانت تقام بمشاركة 7 منتخبات، يخوضون دوريًا من دور واحد، ويتوج باللقب صاحب أكبر عدد من النقاط.وافتتح الأخضر مبارياته بالخسارة بنتيجة 1-2 على يد قطر، ورغم أنه صحح الأوضاع بالفوز على عمان صاحب الأرض بنتيجة 3-1، إلا أنه تعرض لهزيمة قاسية برباعية نظيفة أمام العراق في الجولة الثالثة.قرار عاجلكانت تلك الرباعية القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث لم ينتظر الأمير فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب وقتها، حتى نهاية البطولة لإقالة زاجالو، وإنما أصدر قرارً عاجلًا بإبعاده عن قيادة المنتخب وسط أحداث البطولة، في قرار نادر وجريء.وخلال ولايته مع المنتخب السعودي، قاد زاجالو الفريق في 17 مباراة بكل البطولات، على المستويين الرسمي والودي، فيما لم تكن نتائجه مرضية، حيث فشل في الفوز بـ10 مباريات، بالتعادل في 5، والخسارة في مثلها، مقابل 7 انتصارات.ورغم أن قرار إقالة المدرب وسط البطولة يمكن أن يؤدي إلى انهيار المنتخب، إلا أن الأيام أثبتت أنه كان القرار الصحيح، خصوصًا أن البديل كان المدرب السعودي التاريخي خليل الزياني.إنجاز آسيويوتولى الزياني مهام قيادة المنتخب في آخر 3 مباريات في تلك النسخة من كأس الخليج، وحقق نتائج إيجابية.وانتزع المنتخب السعودي التعادل من نظيره الكويتي بهدف لمثله، قبل أن يهزم الإمارات والبحرين بنفس النتيجة (2-0).وأنهى الأخصر كأس الخليج العربي في المركز الثالث، برصيد 7 نقاط، ولم يسبقه سوى البطل منتخب العراق، ووصيفه قطر، وجمع كل منهما 9 نقاط.ولم يكن تصحيح المسار في البطولة الخليجية هو الإنجاز الوحيد الذي حققه الزياني مع المنتخب السعودي، وإنما قاد الأخضر بعد 9 أشهر فقط لأول لقب في تاريخه بكأس آسيا.ففي النسخة التي أقيمت في سنغافورة، تصدر المنتخب السعودي مجموعته بعد الفوز على سوريا والكويت، والتعادل مع كوريا الجنوبية وقطر.وفي الدور نصف النهائي، تخطى نظيره الإيراني بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل بهدف لمثله، قبل أن يهزم نظيره الصيني بثنائية نظيفة في المباراة النهائية.كواليس مثيرةوبعد أعوام من ولايته مع المنتخب السعودي، كشف الزياني كواليس مثيرة حول كيفية توليه مهمة تدريب المنتخب السعودي وسط بطولة خليجي 7 خلفًا لزاجالو.وقال الزياني، في تصريحات صحفية سابقة، "كنت في تدريبات الاتفاق بالدمام، استمعت للمباراة عبر الراديو، وبعد نهاية التدريبات، فوجئت بأمين عام النادي يقول لي (بالتوفيق لك في مهمتك المقبلة مع المنتخب)".وأضاف "تلقيت بعدها اتصالًا من الأمير فيصل بن فهد في منتصف الليل يطلب مني تولي تدريب المنتخب فيما تبقى من مباريات البطولة الخليجية، اعتبرت الأمر مهمة وطنية، تستوجب التلبية والتنفيذ".وتابع المدرب التاريخي للسعودية "لم أتمكن من حجز طائرة، لكن كانت هناك طائرة خاصة في انتظاري، لتأخذني من الدمام إلى مسقط، ووصلت فجرًا بمطار عمان، وفي اليوم التالي بدأت مهمتي".واستطرد "قدت المنتخب في 3 مباريات أمام الكويت والبحرين وعمان، وقدمنا ما نستطيع، وحققنا المركز الثالث في البطولة، بعدها أثنى المسؤولون والشارع الرياضي السعودي على الأداء، وبالتالي استمريت في مهمتي".وخلال ولايته التي استمرت حتى 1986، خاض الزياني مع منتخب السعودية 40 مباراة في كل البطولات، فاز في 19، وتعادل في 9، وخسر 12 مرة.

كأس الخليج.. قرار نادر بإقصاء بطل العالم يكتب تاريخ السعودية

سياسة الخصوصية   ©الرؤية الإخبارية