بطولة أمم أوروبا 2024 ممتعة في ألمانيا تعيد ذكريات الماضي عندما كانت كرة القدم تلعب دون حسابات معقدة وتيكي تاكا وأظهرة مقلوبة!Gettyهيثم محمد

"كرة القدم تتعافى" .. يورو 2024 وجورجيا وألبانيا يذكرون العالم بعصر ما قبل جوارديولا!

أمم أوروبا ترفع شعار المتعة!

هل تذكر عزيزي القاريء عندما كانت كرة القدم رياضة بسيطة وممتعة؟ الغرض هو أن تسجل هدفاً وتمتع الجمهور المشاهد في المدرجات وخلف الشاشات دون حسابات وخطط معقدة.

كانت كرة القدم كذلك، لعبة ممتعة والبطولات المجمعة كانت فرصة لمشاهدة لاعبين مبدعين من عينة رونالدينيو ورونالدو نازاريو ودييجو مارادونا، أو ظهور أمثال جورجي هاجي وهريستو ستويتكشوف، حتى جاء بيب جوارديولا وبدأ ثورة "التيكي تاكا" وما تلاها من هيمنة أسلوب الاستحواذ على الكرة والتمرير المستمر، أسلوب أثبت نجاحه الساحق مع برشلونة بيب وإسبانيا من 2008 حتى 2012 ولا يزال يثبت أنه "تكتيكياً" لا غبار عليه ويصل بك للنتائج المرجوة ومنصات البطولات.

ولكن، أتت يورو 2024 وتحول الأمر لما يشبه الصدمة وكل ذلك ونحن لم نتخطى حتى نصف دور المجموعات من البطولة ولكن ما حدث في تلك الأيام القليلة والمباريات التي لُعبت جعل جملة "كرة القدم تتعافى" تصبح الأكثر تتداولاً في وسائل التواصل الاجتماعية!

في البطولات المجمعة الأخيرة، عمدت الفرق الأضعف للتكتل الدفاعي والتنظيم التكتيكي للتغلب على الفرق الأقوى وخصوصاً من يفضلون الاستحواذ وتنقل الكرة، والنتيجة مباريات مملة وحتى عندما تحدث المفاجأة تكون بهدف نظيف وسط طوفان استحواذ وتمريرات من الطرف الآخر، ولكن في ألمانيا 2024 عاد عداد الزمن للماضي، مباريات مفتوحة، الجميع يهاجم ودون حسابات والنتيجة مباريات ستخلد في الذاكرة مثل جورجيا ضد تركيا التي لم يكن يريد أن يشاهدها أحد ثم أصبحت حديث العالم، وألبانيا كرواتيا التي تحسر المعلق الإنجليزي أندرو تاونسيند على نهايتها على الهواء بسبب كم الإثارة!

Before today I’d never turn on Turkey v Georgia on a Tuesday evening and now I can’t imagine a life without Turkey v Georgia on a Tuesday evening.

ظواهر أخرى عادت للحياة في يورو 2024 كانت الأهداف من خارج منطقة الجزاء، رأينا صواريخ رومانيا ضد أوكرانيا ورائعة نيكولو باريلا ومثلها لمورت مولدر، وداخل منطقة الجزاء عاد المهاجم الكلاسيكي رقم 9 للبزوغ، فرأينا ممفيس ديباي يدور ويدور ليدخل فاوت فيخورست مكانه ويسجل من اللمسة الأولى، وكذلك فعل بريل إمبولو مع سويسرا عقب مشاركته بدقائق، وألفارو موراتا ببراعة مع إسبانيا ونيكلاس فولكروج في ألمانيا، وبالحديث عن المضيف، نعم تألق القائد ولاعب بيب جوارديولا المفضل إلكاي جوندوجان ولكن سحر "كرة شوارع" من الثنائي جمال موسيالا وفلوريان فيرتس تصنع الحدث بما يقدمان من مهارات شبه انقرضت في عصر التيكي تاكا لولا ليونيل ميسي!

4 brilliant goals! Tap below to vote for your favourite? 🗳️👇🇹🇷 Mert Müldür vs Georgia🇷🇴 Nicolae Stanciu vs Ukraine🇮🇹 Nicolò Barella vs Albania🇹🇷 Arda Güler vs Georgia@AlipayPlus|#EUROGOTT

نحن هنا لسنا للتشكيك في عظمة بيب جوارديولا المدرب الأفضل في العالم حالياً وربما من الأفضل في تاريخ اللعبة، أو لنقول إن ما يحدث في البريميرليج والكرة الحديثة عموماً من أظهرة مقلوبة ولاعبين مقيدين في مربعات ومساحات مثل عساكر الشطرنج بخاطئ، ولكن لنحتفل بوجود بعد كرة قدم فوضوية وممتعة تشعل حماس الجماهير وتجعله، سواء المحايد أو المشجع لأحد طرفي المباراة، على حافة كرسيه من الإثارة طوال 90 دقيقة.

I'm crying man, they saw all the tweets saying ''Pep Ruined Football'' and tried to clap back 😭😭😭https://t.co/xcMF9YAWFb

كرة القدم لعبة بسيطة، يوماً ما قال جاري لينيكر إنها 22 لاعباً وفي النهاية يسجل الألمان، ولكن جوارديولا وألاعيبه عقدوا الأمور على اللاعبين والجماهير وحتى الألمان نفسهم، ليأتي سيلفينيو وسانيول ومارين وأصلاني ولاعبين الكثيرون كان الكثير لا يعرفونهم من الأساس قبل اليورو لإعادة الحياة في لعبها كاد يقتلها جمود الخطط والتكتيكات!