حسمت التفاصيل الفنية التي ركز عليها المدير الفني لمنتخب عمان، رشيد جابر، النتيجة لصالحه 2-1، مواجهة مثيرة أمام المنتخب السعودي، زادت صعوبتها بعدما اضطرت كتيبة جابر إلى لعب نحو ثلاثة أرباع المباراة بعش

حسمت التفاصيل الفنية التي ركز عليها المدير الفني لمنتخب عمان، رشيد جابر، النتيجة لصالحه 2-1، في مواجهة مثيرة أمام المنتخب السعودي، زادت صعوبتها بعدما اضطرت كتيبة جابر إلى لعب نحو ثلاثة أرباع المباراة بعشرة لاعبين.تبادل المنتخبان الضغط العالي في الدقائق العشر الأولى من المباراة، وتكرر اختراق الجناح العماني جميل اليحمدي للجانب الأيسر من دفاع المنتخب السعودي، لكن من دون خلق فرص تهديفية محققة.وبدا اعتماد المدير الفني الفرنسي للمنتخب السعودي، هيرفي رينارد، على أسلوب الدفاع المتقدم، في مقابل اعتماد رشيد جابر على اللعب المباشر عبر إرسال الكرات الطولية إلى المهاجم عصام الصبحي، الذي لم يتمكن من استغلال التمريرات حتى الدقيقة الـ 20.في المقابل بدا واضحا توجيه رينارد للاعبي السعودية إلى "خلخلة الدفاع" العماني عبر تكرار نقل الكرة من الجانب الأيمن إلى الأيسر والعكس، ما أسفر عن فرصة تهديفية لسلطان الغنام في الدقيقة 23 حيث سدد الكرة في الشباك الجانبية لمرمى فايز الرشيدي.واستمر سيناريو السيطرة السعودية مقابل محاولات عمانية لخطف مرتدات، وهي التي بدأت أكثر نجاعة بعد طرد العلوي، على عكس توقعات المتابعين، حيث سادت "انتفاضة فنية" حماسية أداء لاعبي منتخب عمان، وكاد عبدالله فواز أن يسجل الهدف الأول بتسديدة قوية من على حدود منطقة الجزاء أخرجها الدفاع إلى ركلة ركنية.وفي الشوط الثاني استمر المنتخب السعودي في فرض سيطرة فنية باستحواذ أسفر عن تسديدة خطيرة لمصعب الجوير، لكن فايز الرشيدي واصل التألق وتصدى لها.ومثل اللاعب نواف بوشل أيقونة مهمة في خطة هيرفي رينارد حيث اتسم أداءه الدفاعي بالانضباط وهو ما جعل منه لاعبا محوريا في طريقة اللعب رغم كونه ليس نجم شباك في الكرة السعودية.غير أن انضباط بوشل الدفاعي لم يكن سوى "حالة فردية" افتقدها زملاؤه.في المقابل، كان ثمة قاسما مشتركا صبغ أداء المنتخب العماني منذ بداية المباراة، وهو محاولة تنفيذ بعض الجمل التكتيكية في الكرات الثابتة، وكان واضحا اهتمام رشيد جابر بها باعتبارها أحد أهم مفاتيح إحراز الأهداف، خاصة الركلات الركنية، التي نفذ فيها لاعبو "الأحمر" أسلوب توجيه الكرة عرضية باتجاه المرمى مع تكثيف عدد اللاعبين بمنطقة الأمتار الست الأخيرة أمام المرمى.لم تسفر الركنيات عن هدف، لكن سلاحا آخر توج به المنتخب العماني "ذكاء" رشيد جابر في خطف المباراة، إذ سجل هدفه الأول عبر لاعبه أرشد العلوي، من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 74.وسدد العلوي من "أسفل" الحائط البشري السعودي على يمين الحارس محمد العويس، في كرة بدت أنها محل تكرار في تدريبات المنتخب العماني.كما اعتمد رشيد جابر على أسلوب لعب الدفاع المتأخر للغاية في ربع الساعة الأخير من المباراة، إذ أصبح جميع لاعبي الفريق تحت مستوى الكرة على حدود منطقة الجزاء.وشكلت رميات التماس ومرتدات المنتخب العماني كلمة سر أخرى في خطته لخطف المباراة، ليتمكن علي البوسعيدي من تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 85 من اختراق ذكي لعمق منطقة الجزاء عبر إرسال الكرة إلى الجناح الأيمن جميل اليحمدي.اختراق منطقة التهديف عبر إرسال رمية التماس خلف الظهير الأيسر، مثل جملة أخرى عززت بها كتيبة جابر تقدمها في الدقائق الأخيرة من المباراة.أحرز عبدالله كنو الهدف الأول للسعودية في الدقيقة 87 من تسديدة من خارج منطقة الجزاء، لكن هدفه لم يكن سوى اجتهاد فردي، إذ ظلت معضلة اختراق الدفاعات العمانية مستمرة، ولم يبد رينارد أي ابتكار في خلخلة الدفاعات العمانية الصلبة بطريقة تشتمل على عنصر المباغتة.الجمل التكتيكية لرشيد جابر وذكاء الطريقة التي لعب بها والأداء الرجولي للاعبين، كلها عناصر عوضت النقص العددي لمنتخب عمان، ليأتي حصول لاعب المنتخب السعودي، عبدالإله هوساوي، على بطاقة حمراء لتدخل خشن مماثل لتدخل المنذر العلوي في الشوط الأول، ليكون بمثابة ستار النهاية على مباراة تفوقت فيها عمان بذكاء مدربها وبسالة لاعبيها.