تمثل الأسرة عاملا رئيسيا بناء مستقبل الأفراد، لما تعكسه ممارسات الوالدين نتائج على مسيرة الأبناء، لذلك يكون خلف نجم مشهور قصة مثيرة عائلته دفعته للنجاح، وربما الفشل. موهبة رائعة امتلكها المهاجم البر
تمثل الأسرة عاملا رئيسيا في بناء مستقبل الأفراد، لما تعكسه ممارسات الوالدين من نتائج على مسيرة الأبناء، لذلك يكون خلف كل نجم أو مشهور قصة مثيرة مع عائلته دفعته للنجاح، وربما الفشل.موهبة رائعة امتلكها المهاجم البرازيلي أدريانو، ولكنها دفنت مع والده، وقد عكس ذلك ما قاله روبرتو فريتزو نائب رئيس بالميراس السابق، عندما حاول وصف مسيرة اللاعب الاستثنائية: "إنه لاعب عظيم منحه الرب موهبة رائعة، لكنه للأسف لا يمتلك تفكيرا سليما".وقد تأكدت صحة كلمات روبرتو فريتزو، عندما انتشر فيديو مؤخرا على نطاق واسع لنجم الكرة البرازيلية أدريانو يظهر فيه وهو في حالة مقلقة بشوارع الحي الذي يعيش فيه بمدينة ريو دي جانيرو، في حالة سكر تامة ويتسكع في الشوارع مع رفاقه حافي القدمين.انفجار مبكربدأت الأنظار تتجه صوب أدريانو بعدما توج بكأس العالم تحت 17 عاما في 1999، ليتم تصعيده إلى الفريق الأول بنادي فلامنجو، قبل أن تلتقطه أعين كشافي إنتر، الذي تعاقد معه في صيف 2001.بعد 6 أشهر فقط رفقة النيراتزوري، أعير أدريانو لفيورنتينا ثم بارما لموسمين، قبل أن يستعيده الإنتر مجددا مطلع 2004، ليتألق بشكل لافت، جعل البعض يرشحه ليكون خليفة الظاهرة رونالدو.وتوج أدريانو خلال 4 سنوات مع إنتر، بالدوري الإيطالي 4 مرات متتالية (2005-2006) و(2008-2009)، وكأس إيطاليا في 2005 و2006، وكأس السوبر الإيطالي (2006 و2007 و2008)، إلى جانب كوبا أمريكا 2004 وكأس القارات 2005 مع البرازيل.وسجل خلال مسيرته مع الفريق الإيطالي 74 هدفا، وقدم 29 تمريرة حاسمة في 177 مباراة، كما توج بجائزتي الهداف وأحسن لاعب في بطولتي كوبا أمريكا وكأس القارات رفقة السيليساو.حدث عائليتلقى أدريانو مكالمة هاتفية تخبره بوفاة والده، وكأنها لم تكن نهاية عمر والده فقط، بل نهاية مسيرة المهاجم في الملاعب، حيث تبدل التألق والنجاح وتسجيل الأهداف، إلى غيابات ومشاكل مع الفريق ومجلس الإدارة.وبلغت مشاكل أدريانو ذروتها مع موسمه الثالث في إنتر، حيث أصيب باكتئاب بعد وفاة والده، وأدمن الخمر والسهر والحياة الصاخبة، ما أدى لتدهور علاقته بالنادي الإيطالي.وادعى صاحب ال27 عاما حينئذ أنه لا يشعر بالارتياح في إيطاليا، وأعلن الاعتزال "مؤقتا" لمراجعة مشواره الرياضي، مشددا على أن "أدريانو لم يمت"، ما أثار غضب الأسطورة بيليه، الذي وصفه بأنه "مثال سيئ للشباب".وفسخ إنتر عقد أدريانو، لينتقل إلى فلامنجو الذي فاز معه بدوري 2009، قبل أن يعود لروما الإيطالي في يونيو/حزيران 2010، لكنه لم يخض سوى 8 مباريات فقط، دون أي مساهمة تذكر، مع الكثير من الأزمات، ليفسخ عقده وينتقل إلى كورينثيانز، قبل أن يفسخ عقده ويصبح من دون ناد.وفي 2014، عاد أدريانو للملاعب بعد نحو عامين من الابتعاد مع أتلتيكو باراناينسي، على أمل الخروج من أزمة وفاة والده، وخاض معه 3 مباريات في كأس ليبرتادوريس، لكن الفريق ودع البطولة مبكرا.وبنهاية 2015، أعلن تعاقده مع لو هافر الفرنسي، الذي يلعب في الدرجة الثانية، ولكنه لم يتمم التعاقد، ثم عاد وأعلن انضمامه لميامي فوسيون، أحد أندية الدرجة الرابعة الأمريكية، في يناير/كانون ثان 2016، لكنه لعب مباراة وحيدة شهدت خسارة ثقيلة لفريقه (5-0)، ليعلن بعدها الرحيل.مسيرة مبتورةصرح أدريانو في وقت سابق: "لم أكمل مسيرتي حتى النهاية.. حدثت بعض الأشياء التي أبعدتني عن كرة القدم.. يمكنني القول إن مسيرتي توقفت في منتصف الطريق".وقال أدريانو، خلال مقابلة صحفية: "عندما عدت من أوروبا أخذت بعض الوقت للراحة، لم يفهم أحد السبب، سعادة المرء أهم من الأموال، الأموال تساعدك وتساعد عائلتك على العيش برخاء ولكن ماذا عن سعادتك؟ فضلت راحتي إلى جانب عائلتي".وأوضح: "قيل إنني كنت صغيرا في السن وطائشا ولكني لم أكن كذلك، ثم خسرت والدي، ولم أكن أريد الكذب على موراتي (المالك السابق لإنتر) الرجل الذي منحني فرصة اللعب".واستكمل: "لم أكن أريد أن أمثل بأنني ألعب كرة القدم، منحني الفرصة أن أكون الإمبراطور، وكان بإمكاني الكذب عليه وأن أجني الأموال، لكني فعلت ما أريد وعدت إلى البرازيل".وأتم أدريانو: "في كل مرة أذهب إلى إيطاليا يسألونني: لماذا استغنيت عن كرة القدم؟ كل شيء حصل بسرعة شديدة وكان من الصعب التعامل مع كل هذا، انتقلت من (فافيلا) وباتوا ينادونني بالإمبراطور، وهذه مسؤولية كبيرة، الأمر معقد لكنني فخور به".