بين تطلعات كبرى لجماهير تشيلسي وحسرة من مشجعي برشلونة، يبدأ المهاجم الإسباني الواعد مارك جويو، رحلة صعود مبشرة بنجاحات مستقبلية، لواحدة من اكتشافات أكاديمية "لا ماسيا" التي ذهب خيرها إلى الخارج.
Getty Images Sportمحمد سعيد
خليفة ليفاندوفسكي ولديه فرصة ليكون "سوريز الثاني" .. برشلونة فرط في جوهرته بثمن بخس وتشيلسي ربح الرهان
M. Guiuفقرات ومقالاتتشلسيالدوري الإنجليزي الممتازبرشلونةالدوري الإسباني – لا ليجاإينزو ماريسكاهانسي فليكلويس سواريزروبرت ليفاندوفسكيهل يعض لابورتا أصابع الندم؟
بين تطلعات كبرى لجماهير تشيلسي وحسرة من مشجعي برشلونة، يبدأ المهاجم الإسباني الواعد مارك جويو، رحلة صعود مبشرة بنجاحات مستقبلية، لواحدة من اكتشافات أكاديمية "لا ماسيا" التي ذهب خيرها إلى الخارج.
جويو الذي تدرج في مراحل الناشئين بأكاديمية برشلونة، لم يحالفه التوفيق مثل زملاءه جافي وبيدري وكوبارسي والقائمة تطول، وخرج من البارسا في صفقة ربما يندم عليها الكتالونيين أشد الندم، خلال الصيف الماضي مقابل 6 ملايين يورو فقط.
وسريعًا ما قدم جويو (18 عامًا) بطاقة تعارفه لجماهير كرة القدم الإنجليزية، وبرهن على رؤية إدارة تشيلسي البارزة في انتقاء الجواهر الشابة، حيث لعب 10 مباريات منذ انتقاله إلى الفريق (أغلبها في دوري المؤتمر الأوروبي)، سجل خلالها 6 أهداف.
الموضوع يُستكمل بالأسفلوكان الهاتريك الأخير الذي سجله جويو في شباك شامروك روفرز الإيرلندي، خلال انتصار البلوز عليه بنتيجة (5-1) في الجولة السادسة من مرحلة الدوري ببطولة الدوري الأوروبي، بمثابة إعلان إنذار للجميع أن تشيلسي لديه موهبة للمستقبل تشق طريقها ويتم تجهيزها للانفجار قريبًا.
ويبقى السؤال لماذا فرط برشلونة في موهبة واعدة مثل جويو وهو في أشد الحاجة إلى مهاجم شاب لخلافة البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي يحتفل في أغسطس المقبل بعامه الـ37، والذي رغم ظهوره بشكل مميز وأرقامه التهديفية الجيدة هذا الموسم، لن يكون لديه فرصة كبيرة في التألق خلال الموسم المقبل.
المباريات التالية
الدوري الإسباني – لا ليجاBAR
ATMاستعراض المباراةالدوري الإنجليزي الممتازEVECHEاستعراض المباراةلماذا رحل جويو عن برشلونة؟
قبل أقل من عام، قدم جويو نفسه لجماهير برشلونة كموهبة واعدة حيث منه المدرب الإسباني تشافي فرصة الظهور مع الفريق، وسريعًا ما استغل هذه الفرصة ولعب 7 مباريات بإجمالي عدد دقائق 182، سجل خلالها هدفين، لكن المنافسة القوية على مكان في هجوم بالفريق الكتالوني، جعلته أكثر انتظامًا مع الفريق الرديف الذي سجل معه 6 أهداف في 17 مباراة.
وبينما لم يلعب دقائق عديدة في الموسم الماضي، ظل الفتى المفضل لدى الجماهير وبدا أنه مستعد لدور مهم تحت قيادة المدير الفني الجديد هانسي فليك كبديل لروبرت ليفاندوفسكي، لكن من العدم تقريبًا جاءت الأخبار بأنه سيغادر للانضمام إلى تشيلسي.
هذه الخطوة أكسبت برشلونة 6 ملايين يورو، لكنها تركت سؤالًا عن سبب الرحيل، وسرعان ما فسرته تقارير صحفية عن نزاع بشأن عقد اللاعب، وأن جيو غير راضٍ عن راتبه وقرر الانضمام إلى تشيلسي للحصول على زيادة كبيرة في راتبه.
لم تسعد هذه التقارير جماهير برشلونة، لكن جيو أصر على أن قراره بالانضمام إلى تشيلسي لم يكن مرتبطًا بالمال، بل لتحقيق حلم طفولته باللعب في إنجلترا، وقال: "لقد كان قرارًا صعبًا (الرحيل عن برشلونة) لكنني كنت أرغب دائمًا في اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وكانت هذه فرصة مذهلة، لذلك كان عليّ أن أغتنمها.
وأضاف في تصريحات نشرتها "ديلي ميل": "لم تكن مشكلة في عقدي. لطالما حلمت باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وتشيلسي نادٍ عظيم وله تاريخ طويل".
خطأ أدركه برشلونة في وقت متأخر
برشلونة بدأ الموسم الجاري بشكل مثالي مع هانسي فليك ووضع نفسه في قمة الدوري الإسباني "الليجا" ويسير بخطوات ثابتة نحو تجاوز مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا، لكن حدثت صدمة كبيرة في منتصف الموسم تحديدًا بعدما سقط في فخ النتائج السلبية محليًا.
المواجهات المتتالية وضغط المباريات وضع لاعبي برشلونة في وجه المدفع، وبدأ الفريق ينزف النقاط ويعيد ريال مدريد إلى المنافسة، بل إنه سمح بدخول أتلتيكو مدريد للفرصة وأدخله أيضًا لمنافسة ثلاثية، لن يقدر عليها هذا الجيل للبارسا بسهولة.
اقترفت إدارة برشلونة خطأ كبيرًا بأنها لم تجهز الصف الثاني لحمل الفريق في مثل هذه الأوقات، لأن وجود مهاجم واعد مثل جويو من خريجي أكاديمية لا ماسيا، كان سيسمح له بالظهور كبديل في أوقات متعددة لدعم زملائه الذين يعرفهم عن ظهر قلب ويحفظ أسلوبهم.
كان جويو بمثابة المفاجأة التي سيربك بها فليك خصومه، مع قدرات بدنية هائلة وموهبة فطرية في جميع مراكز الهجوم، وتحديدًا المهاجم الصريح، ومن ثم كانت هذه الدقائق التي سيشارك فيها بمثابة إعداد فني وذهني له، من أجل خلافة ليفاندوفسكي في المستقبل القريب.
مارك جويو غنيمة كبيرة لتشيلسي
على الجانب الآخر، لا يمكن على الإطلاق أن نغفل الإشادة بالإدارة الرياضية لفريق تشيلسي، التي التقطت أعينها هذه الموهبة الواعدة وتدخلت لجذبها في مفاوضات لم تستغرق كثيرًا، وصفقة لم تكلف النادي أكثر من 6 ملايين يورو، لكنها ستجني المزيد من الأرباح مستقبلًا.
والأهم من ذلك أن إدارة تشيلسي نجحت في تكرار عادتها المثالية مع الصفقات الجديدة، بربطها بعقود طويلة الأمد، وهنا نتحدث عن التعاقد مع جويو لمدة 5 سنوات، حيث انضم للفريق في صيف 2024، ولن يغادر النادي الإنجليزي قبل أن يتم الـ23 من عمره أي في صيف 2029.
ويستمر تطور جويو في تشيلسي في تسليط الضوء على الإمكانات التي خسرها برشلونة، حيث أثارت غريزته أمام المرمى، إلى جانب رباطة جأشه وقدرته على التعامل الكرات الهوائية، مقارنات مع بعض عظماء اللعبة.
والأهم من ذلك أيضًا هو ضرورة توجيه الشكر إلى المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي رفض أن يخرج جويو معارًا إلى أحد الفرق في إنجلترا أو خارجها على سبيل الإعارة من أجل تجهيزه، حيث تمسك باستمراره مع البلوز هذا الموسم ووثق في قدراته ومنحه الفرصة.
وقال ماريسكا في تصريحات نقلتها صحيفة "مترو": "الفكرة مع مارك، ومع كل اللاعبين الشباب، هي إلقاء نظرة الآن خلال فترة ما قبل الموسم ثم اتخاذ القرار بشكل عام. أعتقد أن مارك يؤدي بشكل جيد وهو أحد اللاعبين الذين سيبقون معنا ولن يذهبوا إلى أي مكان".
وحتى مع عدم اعتماده على الفتى الشاب في أغلب مباريات البريميرليج (شارك في لقاء وحيد)، تمسك ماريسكا بمنح الثقة لجويو، وقال: "منذ بداية الموسم ونحن نعتمد على نيكولاس جاكسون، لكن هذا لا يعني أننا لن نستخدم مارك جويو كقلب هجوم رقم 9، الأمر حسب المباريات".
جويو على طريق الأسطورة لويس سواريز
بالنسبة لتشيلسي، فإن ظهور جيو هو شهادة على رؤيتهم في رعاية المواهب، بينما بالنسبة لبرشلونة، فهو تذكير مؤلم بجوهرة شابة سمحوا لها بالانزلاق بعيدًا، وبعد الأداء الرائع لمارك، أثيرت تساؤلات في إنجلترا حول مستقبله.
وفي هذا السياق، أعرب نجم تشيلسي السابق جو كول عن دهشته من قرار برشلونة بالتفريط في جويو، وقال في تصريحات على قناة "TNT": "هذا الفتى يمكن أن يكون رقم تسعة أساسيًا في غضون عامين. أعتقد أن برشلونة ارتكب خطأ بالسماح له بالرحيل".
وأضاف: "عندما قارنته بلويس سواريز، انتقدني الناس، لكن جويو لديه كل الصفات للوصول إلى هذا المستوى".
إعلان