تمثل محافظة شمال سيناء، إحدى أهم الوجهات السياحية فى مصر، بفضل ما تزخر به من مقومات طبيعية وتاريخية وثقافية فريدة، كما أنها لوحة متكاملة.
تمثلمحافظة شمال سيناء، إحدى أهم الوجهات السياحية فى مصر، بفضل ما تزخر به من مقومات طبيعية وتاريخية وثقافية فريدة، كما أنها لوحة متكاملة تجمع بين سحر الشواطئ، عمق التاريخ، وتنوع الأنشطة التى تلبى اهتمامات الزوار على اختلافها.
فى هذا التقرير، نستعرض أبرز معالم شمال سيناء وما تقدمه من تجارب سياحية استثنائية وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن المحافظة.
تمتد سواحل شمال سيناء من بالوظة غربا إلى رفح شرقًا، وهى تتميز بتوازن حرارى فريد يجعلها وجهة مثالية لعشاق الشواطئ، وموسم السياحة فى المنطقة يصل إلى سبعة أشهر، وهو الأطول على ساحل البحر المتوسط فى مصر.
ويعتبر شاطئ العريش، أحد أبرز الشواطئ فى المنطقة، يتميز بمياهه الزرقاء الصافية ورماله البيضاء الناعمة، ويجذب الزوار للاستمتاع بأنشطة مثل السباحة وصيد الأسماك، إضافة إلى ذلك، توفر المماشى السياحية تجربة مميزة للمشى والاسترخاء، بينما تقدم البيئة البحرية المتكاملة فرصة مثالية لمحبى الرياضات المائية والغوص لاستكشاف الحياة البحرية الغنية.
لا تقتصر جاذبية شمال سيناء على جمال الطبيعة فقط، بل تمتد لتشمل سياحة المؤتمرات التى تزدهر بفضل المرافق المتطورة فى مدينة العريش، وتحتضن المدينة مجموعة من القاعات المجهزة بأحدث التقنيات، مثل قاعات المجمع النموذجى للإعلام، قصر الثقافة، وقاعات كلية الزراعة.
وتدعم هذه المرافق الفعاليات الكبرى التى تستقطب الزوار من مختلف أنحاء البلاد، مما يجعل العريش مركزًا رئيسيًا للمناسبات الرسمية والاجتماعية، بدعم من الخدمات الفندقية الراقية التى تلبى احتياجات الضيوف.
تعتبر شمال سيناء من الوجهات الرائدة فى مجال السياحة العلاجية، حيث تمتاز بهوائها النقى الذى وصفته دراسة للأكاديمية بأنه الأنقى عالميًا، وانخفضت نسب التلوث فى المنطقة إلى أدنى مستوياتها، حيث سجلت نسبة ثانى أكسيد الكبريت 2% فقط من حجم الهواء، علاوة على ذلك، تتوفر بالمحافظة الأعشاب الطبية التى تنمو بشكل طبيعى، مما يجعلها وجهة مثالية للراغبين فى الاسترخاء والاستشفاء بطرق طبيعية وآمنة.
شمال سيناء ليست مجرد وجهة سياحية، بل نافذة على تاريخ مصر العريق، طرقها التاريخية تحمل قصصا تمتد لآلاف السنين، طريق العائلة المقدسة، الذى سلكته السيدة مريم العذراء والمسيح عيسى عليه السلام ويوسف النجار، يمتد بمحاذاة البحر المتوسط، ويشكل جزءًا من رحلة تاريخية مميزة.
أما طريق الفتح الإسلامى، فقد استخدمه القائد عمرو بن العاص خلال فتح مصر، بينما يعد طريق حورس الفرعونى شاهدًا على الحملات العسكرية والتجارة بين مصر وبلاد الشام.
القلاع والحصون تضيف بعدًا آخر لتاريخ شمال سيناء، من أبرزها قلعة العريش، التى أعاد السلطان العثمانى سليمان القانونى بنائها فى القرن السادس عشر، وقلعة نخل التى شيدها السلطان المملوكى قنصوة الغورى لتأمين طريق الحج.
تقع مدينة الفرما شمال قرية بالوظة، وهى من أهم المواقع الأثرية فى شمال سيناء فى العصر اليونانى والرومانى، تنافست الفرما مع الإسكندرية فى أهميتها كمركز تجارى وزراعى، بفضل فرع النيل البيلوزى الذى كان يمر بها.
أسفرت الاكتشافات الأثرية فى الفرما عن وجود معالم مذهلة مثل الكنيسة الشرقية، الحمامات الرومانية، والمسرح الرومانى، هذه المدينة تحمل إرثًا ثقافيًا فريدًا يجعلها وجهة لا تفوت لعشاق التاريخ.
وسط سيناء يفتح أبوابه لمحبى المغامرة، حيث تقدم السياحة الصحراوية تجربة فريدة بين الوديان والجبال والواحات "واحة القسيمة"، الواقعة فى مدينة الحسنة، تشتهر بعينها الطبيعية "عين القديرات"، التى توفر مياها نقية للشرب والرى.
المكان مثالى لتسلق الجبال المحيطة والاستمتاع بمشاهد طبيعية خلابة، إضافة إلى ذلك، يمكن للزوار استكشاف بقايا قلعة بيزنطية تعود للعصور القديمة، ما يضيف بعدا تاريخيا لتجربة السفارى.
الثقافة البدوية الأصيلة فى شمال سيناء تعد جزءا لا يتجزأ من تجربتها السياحية، من الشعر والغناء البدوى، إلى المأكولات الشعبية وسباقات الهجن، تقدم المحافظة فرصة لاكتشاف التراث البدوى الذى يعكس الروح الأصيلة لسكان المنطقة.
إلى جانب الشواطئ الجميلة، توفر شمال سيناء أنشطة مائية ممتعة، مثل صيد الأسماك ورياضات الغوص، وميناء العريش يمثل نقطة انطلاق لليخوت التى تجوب البحر المتوسط، مما يضيف عنصرا من الفخامة للسياحة البحرية.
تجمع شمال سيناء بين الطبيعة الساحرة والتاريخ الغنى والأنشطة المتنوعة، مما يجعلها وجهة مثالية تلبى احتياجات الجميع. سواء كنت تبحث عن الهدوء على الشواطئ، المغامرة فى قلب الطبيعة، أو استكشاف التاريخ، فإن هذه البقعة المصرية تقدم لك تجربة لا تنسى لمن يريد اكتشاف جمالها.
وتولى الدولة المصرية اهتماما بالغا فى السنوات الأخيرة لتنمية سيناء وتحقيق استقرارها الاقتصادى والاجتماعى، وذلك من خلال العديد من المشاريع التنموية الكبرى التى تهدف إلى تحويلها إلى منطقة مزدهرة اقتصاديًا ومستدامة بيئيا، وبدأت هذه الجهود بتركيز كبير على تطوير البنية التحتية فى كافة المجالات، من إنشاء الطرق الحديثة والأنفاق التى تربط سيناء بباقى أنحاء البلاد، إلى تعزيز قطاع الطاقة والمياه، وهو ما ساهم فى توفير فرص جديدة للاستثمار والنمو فى المنطقة.
على صعيد السياحة، قامت الدولة بتطوير العديد من المشاريع لتلبى احتياجات الزوار، كما تعمل الدولة على تطوير قطاعات الزراعة والصناعة من خلال إنشاء مشروعات زراعية ضخمة، وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية التى تتناسب مع ظروف المنطقة البيئية.
لم تقتصر جهود الدولة على الجانب الاقتصادى فقط، بل كان هناك أيضا تركيز كبير على تعزيز الأمن والاستقرار فى سيناء، مما يعزز من قدرة المنطقة على استقطاب المزيد من الاستثمارات والأنشطة السياحية.