بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس الخليج العربي المقرر إقامتها الكويت، بمشاركة العديد المنتخبات الكبرى، التي يأتي على رأسها المنتخب السعودي. وتقام النسخة البطولة الخليجية خلال الفترة يوم السبت الم

بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26"، المقرر إقامتها في الكويت، بمشاركة العديد من المنتخبات الكبرى، التي يأتي على رأسها المنتخب السعودي.وتقام النسخة 26 من البطولة الخليجية خلال الفترة من يوم السبت المقبل حتى 3 يناير/كانون ثان 2025.ويشارك المنتخب السعودي حامل لقب البطولة 3 مرات سابقة، في المجموعة الثانية التي تضم كل من العراق واليمن والبحرين، ويتطلع لحصد رابع ألقابه بعد غياب دام 21 عاما.وتعود آخر نسخة توج بها "الأخضر" إلى عام 2003، بعدما سبق له وأن حصد نسختي 1994 و2002، لذا فإنه يتطلع لاستعادة أمجاده على المستوى الخليجي.لكن رغبة المنتخب السعودي تصطدم بالعديد من الأمور الصعبة التي يعيشها من ضغوطات وتراجع مستوى بالإضافة للإصابات، في الوقت الذي يمتلك فيه عدة أسلحة تستطيع إعادته للطريق الصحيح، فكيف يعيد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، ترتيب الأوراق؟.ضغوطات وانتقاداتيعاني "الأخضر" من انتقادات جماهيرية وإعلامية حادة منذ المشاركة في بطولة كأس العالم 2022 بقطر، والتي شهدت خروجه من دور المجموعات، بعد فوز تاريخي على الأرجنتين (2-1)، ثم الخسارة من بولندا (0-2) والمكسيك (1-2).ومن بعد المشاركة المونديالية، لم يقدم المنتخب السعودي المستوى المطلوب، حيث تراجع الأداء بصورة كبيرة، بعد رحيل رينارد، ثم التعاقد مع الإيطالي روبرتو مانشيني.فترة مانشيني التي دامت حوالي 14 شهرا، كانت كافية لتغيير هوية "النسور الخضراء" الهجومية، وتحويله إلى منتخب عادي يمكن التغلب عليه، حيث ودع كأس آسيا 2023 من الدور ثمن النهائي، بالإضافة للموقف الصعب الذي يعيشه في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.وقرر بعدها الاتحاد السعودي لكرة القدم، إعادة رينارد لمنصبه، ليخوض مباراتي أستراليا وإندونيسيا في التصفيات المونديالية، ولكنه تعادل سلبيا ثم هُزم (0-2) على الترتيب، لتواصل الانتقادات ملاحقة الكتيبة الخضراء.ذلك التراجع، وضع على رينارد ضغوطات قوية، خاصة وأن الجماهير تطالبه بتحقيق كأس الخليج، حيث أن التتويج سيكون كفيلا لتصحيح المسار فيما هو قادم، ولكن السقوط سيتسبب في زيادة الانتقادات.أزمات عديدةفي الفترة التي يعاني فيها "الأخضر" من انتقادات الجماهير والإعلام، يواجه رينارد أزمات أخرى متمثلة في لعنة الإصابات المستمرة بكافة المراكز.وتأتي إصابة سالم الدوسري، نجم الهلال، واحدة ضمن أبرز الأزمات التي يعاني منها رينارد، حيث أكدت التقارير الطبية أن اللاعب لن يشارك في الأدوار الأولى بالبطولة، ما يمثل صدمة قوية للمدرب الفرنسي.وبخلاف الدوسري، فإن عبدالإله العمري، مدافع الاتحاد خرج من المعسكر مصابا، وتم استدعاء عون السلولي، مدافع التعاون بدلا منه، بالإضافة لمعاناة حسان تمبكتي من الإصابة على مستوى الكاحل، فضلا عن فراس البريكان الذي تعرض للإصابة قبل أيام قليلة، ولم يشارك في ودية ترينداد وتوباجو التي انتهت بفوز "الأخضر" (3-1)، أمس الثلاثاء.وبعيدا عن الإصابات، فإن رينارد سيواجه تحديا صعبا وهو تثبيث طريقة اللعب الجديدة، بعد فترة طويلة اعتمد فيها "الأخضر" على فلسفة مانشيني الدفاعية، وهو أمر يحتاج لبعض الوقت.وسيحاول رينارد الاعتماد على طريقة (4-1-4-1) أو (4-2-3-1)، وهو ما سيكون مختلفا عن أسلوب مانشيني، وبالتالي سيكون أمام تحدٍ صعب خلال البطولة الخليجية، في ظل الانتقادات والضغوطات التي يعيشها.أسلحة مميزة وأخرى معطلةيمتلك رينارد العديد من الأسلحة في صفوف المنتخب السعودي، منها المميزة والأخرى معطلة، وهو ما سيحتاج للعمل المكثف من الثعلب الفرنسي، بهدف الوصول لأفضل مستوى من الجميع."الأخضر" هو أحد أفضل المنتخبات التي تمتلك عناصر هجومية، وهو سلاح معطل منذ فترة طويلة على مستوى المباريات الرسمية، ما تسبب في انتقادات واضحة.صالح الشهري وفراس البريكان وسالم الدوسري وعبدالله رديف وعبدالله الحمدان، هي الأسماء التي شاركت أغلب الفترة الأخيرة في الشق الهجومي، ولكنهم فشلوا في تقديم المستوى المطلوب، على مستوى صناعة الفرص أو التسجيل.كذلك على مستوى الخط الخلفي، فقد عانى بعض النجوم من الظهور الباهت خلال الفترة الأخيرة مع السعودية، أمثال سلطان الغنام وعلي البليهي وعلي لاجامي، فهي أسلحة معطلة أيضا على الرغم من قيمتها الفنية الكبيرة.وبالتالي، فإن المدرب الفرنسي سيعمل بقوة في كأس الخليج على إعادة هذه الأسلحة للعمل مرة أخرى بكافة الطرق.أما الأسلحة المميزة التي قد يعتمد عليها رينارد في البطولة، تتمثل في المواهب الشابة مثل عبدالعزيز العثمان وأيمن فلاتة ومحمد القحطاني وعبدالملك العييري، بالإضافة لمصعب الجوير وهارون كمارا.هؤلاء اللاعبين يمكنهم صناعة الفارق، بجانب أصحاب الخبرات، وهو دور رينارد لترتيب هذه الأوراق في البطولة الخليجية.